
يُعد الاسهال من أكثر الأعراض الشائعة في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني منه الأشخاص من جميع الأعمار. وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يكون عرضيًا ويزول من تلقاء نفسه، إلا أن بعض الحالات قد تشير إلى وجود أمراض أكثر خطورة تتطلب تدخلًا طبيًا.
ما هو الإسهال؟
الاسهال هو زيادة في عدد مرات التبرز أو تغير في قوام البراز ليصبح رخوًا أو مائيًا. يُعرف ايضا طبيًا بأنه إخراج البراز ثلاث مرات أو أكثر يوميًا مع تغير في شكله ومرونته.
أنواع الإسهال
يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- الاسهال المتكرر (المتقطع): يظهر ويختفي على فترات، ويرتبط عادةً بالحساسية الغذائية أو الإجهاد.
- الاسهال الحاد: يستمر من يوم إلى أسبوع، وغالبًا ما يكون نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية.
- الاسهال المزمن: يستمر أكثر من أربعة أسابيع، وقد يكون علامة على مرض مزمن مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) أو داء كرون.
أسباب الإسهال
لا يعد الاسهال مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض لأسباب متعددة. إليك أبرزها:
1. العدوى الفيروسية
- أكثر الأسباب شيوعًا، خاصة في الأطفال.
- تشمل الفيروسات الشائعة: نوروفيروس (Norovirus)، روتافيروس (Rotavirus).
2. العدوى البكتيرية
- تنتقل من خلال الطعام أو الماء الملوث.
- أشهر البكتيريا المسببة: Escherichia coli، Salmonella، Shigella، Campylobacter.
3. العدوى الطفيلية
- مثل Giardia lamblia وEntamoeba histolytica.
4. الأدوية
بعض المضادات الحيوية قد تؤدي إلى اضطراب في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء مما يسبب هذا العرض.
5. الأمراض المزمنة
مثل:
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- داء كرون (Crohn’s Disease).
- التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis).
- الداء الزلاقي (Celiac Disease).
6. الحساسية وعدم تحمل الطعام
- مثل عدم تحمل اللاكتوز في منتجات الألبان أو الجلوتين في المخبوزات المصنوعة من القمح.
7. التسمم الغذائي
- نتيجة تناول طعام ملوث بالبكتيريا أو السموم.
الأعراض المصاحبة
قد يترافق الإسهال مع أعراض أخرى تعتمد على السبب، منها:
- غثيان وقيء.
- ألم وتقلصات في البطن.
- حمى.
- دم أو مخاط في البراز.
- فقدان الوزن.
- جفاف (خاصة عند الأطفال وكبار السن).
مضاعفات الإسهال
أخطر مضاعفات قد تحدث هي الجفاف، الذي يحدث نتيجة فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح.
علامات الجفاف تشمل:
- العطش الشديد.
- جفاف الفم والجلد.
- انخفاض التبول أو انعدامه.
- تسارع نبض القلب.
- الدوخة.
تشخيص الإسهال
يعتمد التشخيص على:
- التاريخ المرضي والفحص السريري.
- تحاليل البراز لتحديد وجود بكتيريا أو طفيليات.
- تحاليل الدم لتقييم حالة الجسم العامة.
- المنظار القولوني في حال وجود أعراض مزمنة أو نزيف.
علاج الإسهال
1. تعويض السوائل
- وهو العلاج الأهم في جميع حالات الإسهال.
- يُنصح باستخدام محاليل الإماهة الفموية (Oral Rehydration Solution – ORS).
2. الأدوية
- مضادات الإسهال مثل لوبراميد (Loperamide) – لا يُنصح بها في الحالات الناتجة عن عدوى بكتيرية.
- مضادات حيوية فقط في حالات العدوى البكتيرية المؤكدة.
- أدوية البروبيوتيك: تساهم في استعادة توازن الفلورا المعوية.
3. تعديل النظام الغذائي
التوصية بنظام غذائي سهل الهضم مثل:
- الموز.
- الأرز الأبيض.
- التفاح المهروس.
- الخبز المحمص.
- تجنب الحليب، الكافيين، والأطعمة الدهنية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- استمرار الإسهال لأكثر من 3 أيام.
- وجود دم أو مخاط في البراز.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- علامات الجفاف.
- الإسهال عند الرضع أو كبار السن.
- فقدان الوزن غير المبرر.
الوقاية من الإسهال
1. النظافة الشخصية
- غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
2. سلامة الغذاء والماء
- تناول طعام مطهو جيدًا.
- شرب مياه معبأة أو مغلية في الأماكن غير الموثوقة.
3. التطعيمات
- مثل لقاح روتا فيروس للأطفال.
الإسهال عند الأطفال
يُعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالإسهال ومضاعفاته. لذلك، يجب الانتباه إلى العلامات المبكرة للجفاف، وإعطاؤهم محلول الإماهة أو ما يعرف بمحاليل الجفاف كال ORS أو Pedialatye فورًا، واستشارة الطبيب عند الحاجة.
الإسهال والسفر
يصيب إسهال المسافر الأشخاص الذين يسافرون إلى بلدان ذات معايير صحية منخفضة. ينصح في هذه الحالات بتجنب تناول المياه غير المعبأة، والسلطات النيئة، والثلج في هذه البلدان. الإسهال عرض شائع لكنه قد يكون مؤشرًا لحالات صحية تتطلب علاجًا. الوقاية تبدأ من النظافة الشخصية وسلامة الغذاء، والعلاج يعتمد على تعويض السوائل ومعالجة السبب الأساسي. من المهم استشارة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو ظهور علامات الخطر.
تعليق واحد
تنبيه: كيف يحدث الإمساك؟ نظرة على الأسباب والعلاج