تُعتبر الحمى او ارتفاع درجة الحرارة من الأعراض الشائعة التي تصيب الإنسان في مختلف مراحل حياته، وهي ليست مرضاً بحد ذاته، بل مؤشر على وجود مشكلة صحية داخل الجسم. وتعد أحد ردود الفعل الشائعة التي تحدث في أجسامنا، ويمكن أن تحدث نتيجة للعديد من الأسباب. دراسة الحمى تتطلب فهماً عميقاً للجسم البشري وكيفية استجابته لمسببات الأمراض.
ما هي الحمى؟
هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، والذي يتراوح بين 36.1 إلى 37.2 درجة مئوية عند البالغين. ويعد ارتفاع درجة الحرارة استجابة طبيعية من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى أو الالتهاب. في بعض الحالات، وقد تشير إلى وجود حالة طبية أكثر خطورة، لذا من المهم فهم الأسباب المحتملة وراء حدوثها. وفهم الية ارتفاع درجة الحرارة يساعد في تحسين العناية الصحية. من خلال التعرف على الأعراض والمسببات، يمكن للأفراد اتخاذ قرارات أفضل بشأن رعايتهم الصحية، والتوجه إلى الطبيب عند الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التعرف على أنواع ارتفاع درجة الحرارة في تحديد العلاج المناسب.
أنواع الحمى
- ارتفاع درجة الحرارة الحاد: ويظهر بشكل مفاجئ ويستمر لبضعة أيام.
- ارتفاع درجة الحرارة المزمن أو المستمر: يستمر لفترة أطول، وقد يكون دليلاً على مرض مزمن.
- ارتفاع درجة الحرارة المتقطع: يظهر ويختفي خلال فترات قصيرة.
- ارتفاع درجة الحرارة المتكرر: يظهر بفواصل زمنية منتظمة.
أسباب الحمى
تتعدد أسباب ارتفاع درجة الحرارة، ومن أبرزها:
- العدوى الفيروسية: مثل نزلات البرد والإنفلونزا وCOVID-19.
- العدوى البكتيرية: مثل التهابات الحلق، المسالك البولية، والالتهاب الرئوي.
- العدوى الطفيلية: مثل الملاريا.
- التطعيمات: قد تسبب ارتفاعاً مؤقتاً في درجة الحرارة.
- الاضطرابات المناعية: مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تُسبب ارتفاع في درجة الحرارة كأثر جانبي.
- أمراض السرطان: مثل اللوكيميا أو الأورام اللمفاوية.
- ضربة الشمس: نتيجة التعرض المطول للحرارة المرتفعة.
أعراض الحمى
عادةً ما يصاحب ارتفاع في درجة الحرارة مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل:
- القشعريرة.
- التعرق.
- الصداع.
- فقدان الشهية.
- آلام في العضلات.
- ضعف عام.
- جفاف الفم.
- الارتباك أو الدوخة (في الحالات الشديدة).
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينبغي التوجه إلى الطبيب إذا:
- استمرت لأكثر من 3 أيام.
- تجاوزت درجة الحرارة 39.5 درجة مئوية.
- ظهرت أعراض خطيرة مثل الطفح الجلدي، صعوبة التنفس، أو فقدان الوعي.
- كانت الحمى عند الأطفال أقل من 3 أشهر.
- كان المريض يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، يجب الانتباه إلى الأعراض المرافقة لها. قد تساعد هذه الأعراض في توجيه التشخيص والعلاج المناسب. على سبيل المثال، إذا كانت مصحوبة بسعال شديد، فقد يشير ذلك إلى عدوى تنفسية أكثر خطورة.
تشخيص سبب الحمى
يعتمد الطبيب على عدة طرق لتحديد السبب:
- الفحص السريري
- تحاليل الدم
- تحليل البول
- صور الأشعة (X-ray)
- اختبارات متخصصة حسب الحاجة (مثل اختبار الملاريا أو COVID-19)
علاج الحمى
يتوقف علاج ارتفاع درجة الحرارة على السبب الأساسي:
- الحمى الناتجة عن فيروس: غالباً لا تحتاج لعلاج سوى خافضات الحرارة كالإيبوبروفين أو الباراسيتامول والراحة.
- الحمى البكتيرية: تُعالج بالمضادات الحيوية المناسبة.
- الحمى المزمنة: تتطلب فحوصات معمقة وخطة علاجية طويلة الأمد.
العلاجات المنزلية لارتفاع درجة الحرارة
الراحة تعتبر جزءاً أساسياً من عملية التعافي. يحتاج الجسم إلى طاقة لمكافحة العدوى، لذا من المهم الحصول على قسط كافٍ من النوم. قد تساعد بعض تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا في تخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالراحة.
- تناول الكثير من السوائل.
- الراحة التامة.
- استخدام الكمادات الباردة على الجبهة.
- تجنب الملابس الثقيلة.
- تهوية الغرفة جيداً.
الاحتياطات خلال الحمى
عند الإصابة بارتفاع في درجة حرارة الجسم، من المهم اتخاذ بعض الاحتياطات لتجنب تفاقم الحالة. يجب على الشخص المصاب أن يتجنب النشاطات المرهقة وأن يحرص على الراحة. كذلك، يجب عليه تناول السوائل بكثرة لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل بسبب التعرق.
- غسل اليدين بانتظام.
- تلقي اللقاحات الضرورية.
- تجنب الاتصال المباشر مع المرضى.
- طهي الطعام جيداً.
- شرب ماء نظيف.
الحمى ليست مرضاً بل عرض يدل على وجود مشكلة داخل الجسم، وتتراوح خطورتها بحسب السبب الكامن. من خلال معرفة الأسباب والأعراض وطرق العلاج والوقاية، يمكننا التعامل مع الامر بفعالية وأمان. لا تتردد في استشارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير معتادة أو عند استمرار ارتفاع درجة الحرارة.
استراتيجيات علاج الحمى
تتطلب استراتيجيات علاج الحمى فهم السبب الكامن وراءها. هناك خيارات عديدة لعلاج الحمى، مثل الأدوية، والراحة، والترطيب. يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لفترات طويلة. إضافةً إلى ذلك، من المهم معرفة متى يجب الاتصال بالطبيب. في بعض الحالات، قد تشير الأعراض إلى حالة طبية طارئة، مثل التهاب السحايا أو التهاب الرئة. لذا، يجب أن تكون على دراية بالعلامات التي تستدعي زيارة الطبيب.
كيفية قياس الحمى
لقياس درجة الحرارة بدقة:
- استخدم ميزان حرارة رقمي عبر الفم أو الإبط أو المستقيم.
- يُعتبر القياس عن طريق المستقيم هو الأدق، خاصةً للأطفال الصغار.
يمكن قياس درجة حرارة الجسم بسهولة في المنزل باستخدام ميزان حرارة. من الأفضل قياس درجة الحرارة في أوقات مختلفة من اليوم لمراقبة أي تغييرات. تأكد من تعقيم ميزان الحرارة بعد كل استخدام لمنع انتقال العدوى.
المصادر
https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/10880-fever
https://www.webmd.com/first-aid/fevers-causes-symptoms-treatments
تعليق واحد
تنبيه: الإسهال: عرض أم مرض؟وطرق الوقاية منه